مأساة صاحبة النظارة السوداء.. والمهندس الفهلوي!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أحبته بجنون.. صرخت في كل الوجوه بأنها لن تتنازل عنه زوجا وحبيبا.. حاولت الانتحار حينما حاول والدها المقاول الكبير أن يبعدها عن طريق هذا العاشق الولهان، وتزوجا رغم أنف الكل ولم تتصور أنه سيجيئ يوما تشهد فيه محكمة الأحوال الشخصية نهاية حبها الكبير مع المهندس الفهلوي.

جلست الزوجة الشابة بين الصفوف داخل محكمة الأحوال الشخصية، تخفي حزنا عميقا.. حتى النظارة السوداء التي كانت تلبسها حاولت من خلالها أن تداري دموعها، لحظات وانقطع ضجيج القاعة التي امتلأت بالحضور عندما أعلن الحاجب بصوته المميز.. محكمة.

اقرأ أيضا | الابتزاز الإلكتروني.. الضحـايا يطاردون المجرمين

تقدمت بخطى منثاقلة، تحكي سبب حضورها ولماذا طلبت الطلاق من زوجها تقول: لقد حاربت الدنيا من أجله لكنه طعنني في قلبي أشد الطعنات، كنت على استعداد أن أشعل أصابع يدي شمعا من أجل إسعاده، وحينما كنت أحكي قصة حبي معه أصفها بأنها أروع من قصص الحب الموجودة في الكتب.

لحظات صممت قليلا في محاولة أن تسترجع شريط الذكريات، وتضيف لم يكن لقائي به صدفة أو عفويا، لقد كان مهندس معماري في شركة يمتلكها والدي، وكان زملاؤه ينادونه "بالفهلوي"، وأسأل نفسي ماذا يقصدون بهذا الاسم قلت ربما إنه امهرهم بالشركة، ماجعلني أن أصدق هذا الاحتمال هو اهتمام والدي به، وثقته الكبيرة فيه، حيث كان وسيم الشكل يجيد اللعب بالكلمات التي كنت أجد فيها عذوبة لم أجدها  في حديث أي رجل قابلته.

وتستكمل قائلة: كلماته كانت بمثابة مفعول السحر، وسرعان ماتحول إلى حب جمعنا وتعددت اللقاءات بيننا، وأبدى رغبته في الارتباط بي،  واتفقت معه على الذهاب إلى والدي كي يطلب يدي منه، وحدث ماكنت أخشاه حين أتى ابي إلى المنزل غاضبا يرفض هذا الزواج، ولم يكن أمام أسرتي سوى الإذعان أمام إصرار بعد أن نصحوني كثيرا بالبعد عنه، وأوضحوا لي بأنه يرغب في الارتباط بي بقدر مايهتم بأموال أبي.

تم الزواج بسرعة البرق داخل فيلا الأسرة، وانتقلنا بعدها إلى شقة أخرى اشتراها لي أبي هدية زواجي مثلما فعل مع أشقائي وفي هذه الشقة كانت بداية النهاية.

واستطردت قائلة: لقد بدأ يتغير يوما بعد يوم، وأصبح لا هم له سوى الجلوس في الشقة خاصة بعدما قام ابي بطرده من الشركة، التي حولها إلى بار به أنواع عديدة من المشروبات الكحولية، وعندما رفضت هذا العبث  وحدثت بيننا مشادة كلامية حاولت من خلالها أن اثنيه عن أفعاله، وأن يبحث عن عمل في شركة أخرى لكنه رفض قائلا أن شركة والدي من حقه بل بحكم انه زوج ابنته ويجب أن يكون له فيها نصيب، وازدادت تصرفاته سوءا، واحتدمت الخلافات بيننا، وفي آخر مشادة وأثناء توجهي إلى غرفة النوم أجمع ملابسي، حاولت أن امزع ملابسه لأطفئ ناري، لكن كانت المفاجأة أنني وجدت ورقة غريبة في الجيب الداخلي لجاكيت بذلته، وكانت الصاعقة حين عرفت انها عقد زواج  وتزوج من غيري دون علمي.. صارحته بما رأيت لم ينكر وطلبت منه الطلاق لكنه رفض في تعنت.

تقدمت الزوجة بصورة من عقد زواج الزوج إلى المحكمة، مما يعني تضررها من هذا الزواج الذي تم دون علمها، فقضت المحكمة برئاسة المستشار، أحمد محمد عبد اللطيف  وأمانة سر محمد السيد  بتطليق الزوجة طلقة واحدة بائنة من زوجها للضرر، وجاء في حيثيات الحكم، أن الزواج عهد وميثاق ميزه الإسلام عن سائر العقود، فلا يجري على أسسها  ولا يقاس عليها، فقد جعله القرآن ميثاقا غليظا فإذا ادعت الزوجة أضرار الزوج بها بما لايستطاع معه دوام العشرة بينهما، واستطاعت أن تثبت ذلك جاز لها أن تطلب من القاضي التفريق وحينئذ يطلقها القاضي طلقة بائنة.